المحيطات: موجز نتائج القطاع

2014/04/02



تعد المحيطات موارد طبيعية قيِّمة تُقدِّم خدمات للنظام الإيكولوجي تسهم في النمو الاقتصادي المستدام أو –"النمو الأزرق" وساندت استثمارات البنك الدولي في المحيطات بين عامي 2007 و2013 جهود البلدان النامية الساحلية والجزرية في تحسين صحة بيئة المحيطات، وتعزيز قيمة خدمات النظام الإيكولوجي التي تقدمها للاقتصاد المحلي والعالمي. وتركز هذه الاستثمارات على تقوية مؤسسات هذه البلدان لإدارة موارد المحيطات واستخدامها، ولاسيما الانتقال إلى مصايد أكثر استدامة، وإقامة محميات ساحلية وبحرية، وإدارة النفايات والبنية الأساسية، وتطبيق إدارة متكاملة للنظام الإيكولوجي الساحلي والبحري.

التحدي

تُشكِّل المحيطات (حسب تعريف المناطق الاقتصادية البحرية الخالصة) قرابة ثلثي المساحة الإجمالية لأراضي البلدان الأربعة والخمسين الساحلية والجزرية المتعاملة مع البنك الدولي من الفئة المنخفضة الدخل والشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة الدخل. وفي كثير من هذه البلدان، تتيح المحيطات مصدرا حيويا للسلع والخدمات التي يمكن أن تساعد في إنهاء الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك. فعلى سبيل المثال:

• المياه في بلدان غرب أفريقيا من موريتانيا إلى غانا تنتج 1.6 مليون طن من الأسماك سنويا، ما يساند موارد الرزق لأكثر من 3.2 مليون شخص أو نحو 10 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في غينيا بيساو وسيراليون، وتوفر ما يزيد على 40 في المائة من البروتين الحيواني للسكان في جامبيا وغانا وغينيا والسنغال وسيراليون.

• المثلث المرجاني بين إندونيسيا وماليزيا وبابوا غينيا الجديدة والفلبين وجزر سليمان وتيمور الشرقية يشتمل على بعض أغنى مصادر التنوع البيولوجي على كوكب الأرض، أو ما يعادل غابات الأمازون المطيرة، ومن ذلك 76 في المائة من كل الأنواع المرجانية المعروفة وأكثر من 3000 من أنواع الأسماك، مع اعتماد زهاء 120 مليون شخص في المنطقة اعتمادا مباشرا على الموارد البحرية في الحصول على الدخل وكسب الرزق والغذاء (وتُقدَّر قيمة المصايد المرتبطة بالشعب المرجانية في إندونيسيا والفلبين وحدهما بنحو 2.2 مليار دولار سنويا، وقيمة السياحة المرتبطة بالشعب المرجانية بنحو 258 مليون دولار أخرى سنويا).

منطقة جزر المحيط الهادي التي تشمل عددا من الدول الجزرية النامية الصغيرة المتعاملة معنا تُقدَّم ثلث إنتاج العالم من التونا أو ما تزيد قيمته عن 4 مليارات دولار في أول عملية بيع.  

وسلامة المحيطات عنصر جوهري في الجهود العالمية لتخفيف آثار تغيُّر المناخ. فالمحيط بالوعة كبيرة لانبعاثات من صنع الإنسان، إذ يستوعب 25 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الإضافية في الغلاف الجوي للأرض من جراء حرق الوقود الأحفوري. وعلى سبيل المثال، تستطيع بالوعات "الكربون الأزرق" مثل غابات المنغروف وطبقات الأعشاب البحرية، وغيرها من موائل المحيطات التي يكسوها غطاء نباتي أن تمتص خمسة أمثال كميات الكربون التي تمتصها الغابات المدارية.

مهما يكن من أمر، فإن الكثير من محيطاتنا ليست في حالة صحية سليمة، وهي تساهم في الجهود العالمية لتخفيف حدة الفقر وتعزيز الرخاء المشترك مساهمةً تقل كثيرا عما يمكنها تقديمه. ويرجع هذا في جانب كبير منه إلى أفعال البشر التي تضعف قدرة النُظُم الطبيعية الأساسية على توفير المستويات المثلى من خدمات النظام الإيكولوجي. وتتغير الأنظمة الإيكولوجية للمحيطات بمعدل ونطاق لم يسبق له مثيل منذ ظهور الحضارة الحديثة، وهو ما يرجع في الأساس إلى العوامل البشرية الناتجة عن عجز المؤسسات عن إدارة الأنشطة البشرية على نحو مستدام.

وتشتمل العوامل البشرية الرئيسية الأربعة وراء التغير في النظام الإيكولوجي للمحيطات والناتجة عن الضعف المؤسسي على ما يلي:

الصيد الجائر: أدت التطورات التكنولوجية إلى جانب حرية الوصول إلى الأرصدة السمكية إلى الإفراط في استغلال نحو ثلث الثروة السمكية للمحيطات أو نضوبها. وتشير التقديرات إلى أن قدرات الصيد تزيد 2.5 مرة عن مستويات المحصول السمكي المستدامة. وبناء على تحليل أجراه البرنامج العالمي لمصايد الأسماك، قدر البنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في عام 2009 أن الكميات المفقودة من المنافع الاقتصادية المحتملة من المصايد البحرية في سنة واحدة يصل إلى نحو 50 مليار دولار.

التلوث: زاد استخدام الأسمدة النيتروجينية خمسة أضعاف منذ عام 1960، لكن نحو 50 في المائة من هذه الأسمدة يتسرب إلى البيئة، وفقا لمدى كفاءة استخدامها. ويتسرب جزء كبير من هذا الفائض إلى الأنهار والمجاري المائية، ويصل في نهاية المطاف إلى المحيطات، وهو ما يؤدي إلى تكاثر الطحالب التي تستهلك معظم الأكسجين في المياه. وكان لهذا تأثيرات سلبية على الحياة البحرية، وأدى لوجود "مناطق ميتة". وفي الوقت الحالي يوجد ما يقدر بنحو 405 مناطق ميتة بالمحيطات في سائر أنحاء العالم، تغطي 246 ألف كيلومتر مربع – وهي مساحة تزيد عن مساحة بريطانيا العظمي.

فقدان أو تغيير الموائل (على سبيل المثال، التنمية الساحلية، وإزالة الغابات الساحلية، والصيد باستخدام الديناميت، والتعدين): تشهد المحيطات بعضا من أسرع التغيرات البيئية على كوكب الأرض. وأزيل ما يقدر بنحو 35 في المائة من الأراضي المزروعة بأشجار المنغروف في البلدان التي تحتفظ ببيانات بهذا الشأن أو تم تحويلها إلى زراعات أخرى في الفترة من 1985 إلى 2005، وتعرض 20 في المائة على الأقل من الشعاب المرجانية على مستوى العالم للتدمير في العقود القليلة الماضية بينما تدهورت 20 في المائة أخرى.

تغير المناخ وزيادة حمضية المحيطات: خلال العقود والقرون المقبلة، ستزيد الضغوط على صحة المحيطات بسبب ارتفاع درجة حرارة مياه البحار، وزيادة حمضية المحيطات، وتراجع معدل الأكسجين في المحيطات بوسائل بدأنا للتو في فهمها. وتبييض المرجان، بسبب زيادة درجات حرارة المحيطات، يؤثر بالفعل على مساحات شاسعة من الشعاب المرجانية المدارية، التي تمثل موئلا لنحو 25 في المائة من التنوع الحيوي البحري.

الحلول

بالرغم من أن الأنشطة البشرية تُسبِّب التغييرات السلبية في قدرة المحيطات الحية على الإسهام في النمو الاقتصادي العالمي، فبمقدورها أيضا إحداث تغييرات إيجابية لتعكس هذا الاتجاه وتعيد بناء رأس المال الطبيعي للمحيطات. وتحدث معظم هذه الأنشطة في سياق مؤسسات تحدد أسلوب تقييم واستخدام الخدمات الإيكولوجية للمحيطات. ولهذا السبب، تتركَّز جهود البنك الدولي للمساعدة في استعادة سلامة المحيطات على مساندة البلدان النامية في تقوية وإصلاح المؤسسات اللازمة لتعزيز المنافع والخدمات التي يمكن أن تُقدِّمها المحيطات وضمان أن تسهم هذه المنافع في تخفيف حدة الفقر وتعزيز الرخاء المشترك. وتسترشد هذه المساندة بوجه عام بخمسة مبادئ:

موارد الرزق المستدامة والإنصاف الاجتماعي والأمن الغذائي وهو ما يؤكَّد أهمية النظم الإيكولوجية البحرية في تقديم السلع والخدمات الضرورية التي تساند سبل العيش لملايين البشر والإنصاف الاجتماعي والأمن الغذائي.

• سلامة المحيطات والاستخدام المستدام للموارد البحرية والساحلية: يسهم ضمان الاستثمارات في صيانة وإصلاح وتعزيز النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية مع مراعاة أن البشر جزء رئيسي من النظام الإيكولوجي العالمي.

نظم فعالة للإدارة الرشيدة ومساندة نظم مبتكرة تُقدِّم حوافز للقياديين في القطاعين الخاص والعام على كل المستويات للمشاركة ومساندة جهود الحفاظ على سلامة المحيطات ورفاهية المجتمعات المحلية.

القدرة على الاستمرار على الأجل الطويل: ضخ استثمارات مجدية من الناحية التجارية ومستدامة من الناحية الاجتماعية البيئية وتعزز النواتج الإيجابية التي تتسم بالاستدامة الذاتية ولاسيما حينما ينتهي التمويل المؤقت أو غيره من مساعدات الشراكة العالمية من أجل المحيطات.

بناء القدرات والابتكار يهدف إلى البناء على المعارف المحلية ووضع حلول مبتكرة، وتطوير قدرات الموارد البشرية، والأدوات التعليمية وإستراتيجيات التشغيل، وكذلك أدوات جديدة للتمويل والسياسات.

استرشاداً بهذه المبادئ، يُقدِّم البنك الدولي نحو مليار دولار تمويلا لمشروعات مصايد الأسماك ومزارع الأحياء المائية المستدامة، ولجهود الحفاظ على الموائل الطبيعية في المناطق الساحلية والمحيطات وتنميتها. وبدأت حافظة عمليات البنك في هذا المجال عام 2005 بالمساندة  المقدمة من البرنامج العالمي لمصايد الأسماك(e)  (PROFISH) لتوفير المعارف العالمية والمساندة لتطوير عدد من الاستثمارات في المصايد  ومزارع الأحياء المائية. وفي عهد أقرب، سعى البنك إلى توسيع نطاق هذه الجهود من خلال تسهيل (e) الشراكة العالمية من أجل المحيطات لتقليص الحواجز والمعوقات التي تحول دون حصول البلدان على ما تحتاج إليه من تمويل وخبرات للقيام باستثمارات متكاملة لتحسين صحة المحيطات ورفاهية البشر، بما في ذلك في المأكولات البحرية وسبل كسب الرزق المستدامة من مصايد الأسماك الطبيعية ومزارع الأحياء المائية، وحفظ الموائل الساحلية الحرجة أو تنميتها، والتنوع الحيوي، وخفض التلوُّث في المحيطات. وزيادةً على ذلك، يُقدِّم البنك الدولي نحو 5.4 مليار دولار تمويلا لمرافق البنية التحتية الساحلية (مثل معالجة المياه)، وإدارة مستجمعات المياه، وغيرها من الأنشطة التي تساعد على خفض المُلوِّثات التي تتسرب إلى المياه الساحلية للبلدان.

وفي 2012-2013، أصدر البنك الدولي عددا من التقارير لمساندة أنشطة الإقراض المتصلة بالمحيطات، منها تقرير صيد السمك حتى 2030 الذي تركَّز على التغيُّر في الطلب العالمي على السمك (والمعروض منه) خلال العقود القادمة، وزراعة الأحياء المائية النامية في النظم الإيكولوجية المستدامة الذي يبرز إدارة مناطق الاستزراع المائي المُعدَّلة وفق الظروف المحلية، وتقييم مؤشرات أداء المصايد الجديدة والمحصول السمكي الخفي، المساهمة العالمية في مصايد الأسماك الطبيعية الذي يقدم لمحة سريعة عن مصايد الأسماك الصغيرة والكبيرة في العالم، ومحيطات لا غنى عنها: تحسين صحة المحيطات ورفاهية البشر، وهو تقرير لفريق خبراء لجنة الشريط الأزرق التي دعا إلى انعقادها وساندها البنك الدولي وتضم 21 من الخبراء والباحثين في قطاع الأعمال ومؤسسات الحفاظ على البيئة والحكومات والمؤسسات الأكاديمية ويهدف إلى تقديم التوجيهات الإرشادات للشراكة العالمية من أجل المحيطات والمجتمع العالمي للمحيطات بأسره.


" سواء كنَّا من بلدان قارية أو دول جزرية، تربط بينا المحيطات حقا. "

ليسل ألاميلا

وزيرة الغابات والثروة السمكية والتنمية المستدامة في بليز


النتائج

فيما يلي بعض النتائج التي تحققت بفضل مساندة البنك الدولي على أساس التمويل المقدم من البنك الدولي للإنشاء والتعمير أو المؤسسة الدولية للتنمية أو من خلال الصناديق الاستئمانية التي يديرها البنك الدولي:

غينيا – بيساو: ساعد مشروع إدارة السواحل والتنوع الحيوي في غينيا بيساو (السنة المالية 2005) هذا البلد على إقامة وكالة وشبكة وطنية للمتنزهات والمحميات، لحماية 480 ألف هكتار من المناطق الساحلية (تشكل أكثر من 13 في المائة من أراضي البلاد) إلى جانب المجتمعات المحلية.  وفي أربع من المحميات الخمس التي أقيمت، زادت كفاءة إدارة المتنزهات 15 في المائة على الأقل من 2005 إلى 2010، استنادا إلى أداة تعقب المحميات التي وضعها البنك الدولي والصندوق العالمي للحياة البرية وتشمل مؤشرات مثل كفاءة الميزانية، والتخطيط لإدارة المتنزهات، والمشاورات وغيرها. ولضمان استدامة تمويل المحميات، أسس الشركاء والأطراف المعنية الأخرى مؤسسة خيرية خاصة (مؤسسة غينيا الحيوية). ويساند مشروع المحافظة على التنوع البيولوجي (السنة المالية 2011) هذه العملية وجهود تعبئة الأموال لهذه المؤسسة حتى يكتمل رأسمالها وتحقق الاستدامة المالية الذاتية.

غرب أفريقيا: يغطي البرنامج الإقليمي للمصايد في غرب أفريقيا تسعة بلدان من موريتانيا إلى غانا، وبدأ بالرأس الأخضر وليبيريا والسنغال وسيراليون في مستهل عام 2010. ويهدف هذا البرنامج إلى تحقيق زيادة كبيرة في مساهمة الموارد السمكية البحرية في اقتصاد المنطقة من خلال تحسين الإدارة الرشيدة للمصايد، والحد من عمليات الصيد الجائر، وزيادة القيمة المحلية المضافة لمنتجات الأسماك. وفي كثير من الحالات، كانت الأولوية للحد من الصيد الجائر المتفشي، وظهرت حتى الآن علامات تبعث على التفاؤل. ففي ليبيريا، أقرت الحكومة تشريعات شاملة للثروة السمكية في ديسمبر/كانون الأول 2010 – وهو أول إطار عمل قانوني لإدارة المصايد منذ سبعينات القرن الماضي. وافتتحت أيضا أول مركز لمراقبة المصايد مزود بوصلات للاتصالات اللاسلكية وعبر الأقمار الصناعية مع أسطول الصيد للمساعدة في مكافحة الصيد غير المشروع. ومنذ ذلك الحين استطاعت الحكومة تقليص عمليات الصيد الجائر بمقدار النصف وجمعت غرامات بلغت نحو 6 ملايين دولار. ونتيجة لذلك، تبلغ مجتمعات الصيد المحلية على طول الساحل عن ارتفاع حصيلة الصيد. وبالمثل في سيراليون، ومن خلال تمويل برامج بالتعاون مع شركاء مثل حكومة آيل أوف مان، ومؤسسة العدالة البيئية، والشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا، أجبرت الحكومة 14 سفينة على العودة للميناء بسبب الصيد غير المشروع خلال السنوات القليلة الماضية، وجمعت أكثر من 1.5 مليون دولار من الغرامات. وكما هو الحال في ليبيريا، تم الإبلاغ عن ارتفاع حصيلة الصيد في مجتمعات الصيد الساحلية خلال هذه الفترة.

الهند: الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية في الهند (السنوات المالية 2007-2015). يمول هذا المشروع - وهو أكبر مشروع "أزرق" للبنك الدولي- بناء القدرات على المستوى الوطني ومستوى الولايات، والتخطيط لاستخدام الأرض في الأجل الطويل، والاستثمارات التجريبية في إدارة التلوث، والحفاظ على الموارد، وتحسين سبل كسب العيش. وحتى الآن، تمت زراعة ما يزيد عن 6000 هكتار من أشجار المنغروف، وتم إعلان 11 منطقة ساحلية جديدة مناطق ذات حساسية إيكولوجية، وبدأ إعداد الخطط المتكاملة لاثنتين من هذه المناطق. وبدأ أيضا العمل لوقف تدفق أكثر من 100 مليون لتر من الصرف الصحي غير المعالج يوميا إلى مياه المحيط. وبدأت المرحلة الأولى من العمل لحماية ما يزيد عن 150 كيلومترا من سواحل ولاية أوديشا لحماية السلاحف البحرية جلدية الظهر، واكتمل التصوير الجوي لمنطقة مساحتها 90 ألف كيلومتر مربع للمساعدة في تحديد جميع الموائل الساحلية والبحرية الحرجة. ويجري وضع خرائط مفصلة للموارد الساحلية والبحرية إلى جانب إعداد دراسات مستفيضة عن أبرز الأنواع المحمية بغرض المساعدة في وضع خطط إدارة متكاملة ونماذج لمختلف سيناريوهات التطوير. وعلى سبيل المثال، في تشيليكا (أكبر بحيرة شاطئية في آسيا تساعد نحو 250 ألف صياد في كسب الرزق) يساند المشروع وضع خطة إدارة تشمل أنشطة للمحافظة على البيئة، ورصد جودة المياه، وخفض التلوث في المجتمع المحلي.

مساهمة مجموعة البنك الدولي

يساند البنك الدولي والصناديق الاستئمانية التي يديرها البنك بصورة متزايد مبادرات إعادة بناء رأس المال الطبيعي للمحيطات. وعزز الكثير من استثمارات البنك في المحيطات خلال الخمس سنوات الماضية الإدارة الرشيدة المستدامة للمصايد البحرية، وإقامة مناطق محمية ساحلية وبحرية، وأسلوب الإدارة المتكاملة للموارد الساحلية. وتضم محفظة البنك الدولي النشطة "للنمو الأزرق" أنشطة تبلغ قيمتها 6.4 مليار دولار. ويشمل هذا المبلغ إدارة الثروة السمكية، وحماية الموائل ومن بينها الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية، وخفض التلوث، وإدارة الموارد المائية.

الشركاء

يتعاون البنك الدولي مع عشرات من الشركاء لزيادة الاستثمار في تحسين صحة المحيطات. ولمساندة هذا الهدف، شارك البنك في الكثير من فعاليات المحيطات التي أقيمت لأغراض فنية وسياسية، وهو ما يعزز من أهمية ونطاق عملنا، ويساهم في الوقت نفسه في توسيع نطاق مشاركة المجتمعات المحلية في أنشطة المحيطات. وفضلا عن الشراكات الثنائية، تشتمل الممارسات الحالية على الأنشطة التالية:

الشراكة العالمية من أجل المحيطات GPO التي تم تدشينها عام 2012، وهي أكبر جهود البنك الدولي المتعلقة بالمحيطات وأكثرها طموحا حتى الآن. وتهدف الشراكة العالمية -وهي تحالف متنام يضم أكثر من 150 من الحكومات والمؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، وهيئات القطاع الخاص- إلى التصدي للمخاطر المحدقة بسلامة محيطات العالم وإنتاجيتها ومرونتها وقدرتها على التكيف، مع التركيز على المجالات الرئيسية المتمثلة في الإفراط في الصيد، وفقدان الموائل، والتلوث.

البرنامج العالمي لمصايد الأسماك (e) PROFISH  وهو صندوق استئماني متعدد المانحين يديره البنك الدولي أُنشئ عام 2005 بغية مساندة إصلاحات الإدارة الرشيدة للثروة السمكية المستدامة. ويعمل البرنامج مع مجموعة من الشركاء بينهم الفاو، ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، والمركز العالمي للأسماك، ومنظمات التنمية، إلى جانب القطاع الخاص.

التحالف من أجل الصيد الرشيد ALLFISH تأسس عام 2009 كشراكة بين القطاعين العام والخاص في صناعة المأكولات البحرية، ويعمل هذا التحالف مع التحالف الدولي لجمعيات مصايد الأسماك، والفاو، وصندوق البيئة العالمية، لتعزيز مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية بصورة رشيدة.

الشراكة الإستراتيجية لمصايد الأسماك في أفريقيا وهي شراكة تهدف إلى تعزيز المصايد السمكية المستدامة في القارة. ويرأس الاتحاد الأفريقي هذه الشراكة، بمساندة من الفاو، والصندوق العالمي للحياة البرية، وبتمويل من صناديق استئمانية تابعة لصندوق البيئة العالمية يديرها البنك الدولي.

شراكة الاستحواذ على الشعاب المرجانية وخدمات النظام الإيكولوجي ذات الصلة تسعى إلى الاستحواذ على قيمة خدمات النظام الإيكولوجي للشعاب المرجانية من خلال مساندة المؤسسات الإيكولوجية المرتبطة بالأسواق المراعية للبيئة، وحوافز أخرى لتشجيع الاستثمارات في حماية الشعاب المرجانية.

برنامج المناطق خارج حدود الولاية الوطنية (e) ABJN يهدف إلى تحسين الإدارة المستدامة للثروة السمكية العالمية، والمحافظة على التنوع الحيوي بالتعاون مع شركاء من بينهم صندوق البيئة العالمية، والفاو، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والمنتدى العالمي للمحيطات.

50 في 10 هو تعاون بين أكثر من 30 منظمة لتحقيق هدف على مدار عشر سنوات يتمثل في وضع 50 في المائة من مصايد الأسماك وحصيلة الصيد العالمية تحت الإدارة المستدامة، مع زيادة المنافع الاقتصادية 20 مليار دولار سنويا.

المُضيّ قُدُماً

سلامة المحيطات أمر أساسي لإنهاء الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك. وتعتبر الفرصة التي تأتي من التصدي للتحديات التي تواجه تحسين صحة المحيطات، والمنافع التي ستجنيها البلدان، مثل إعادة بناء أرصدة الأسماك، وتوسيع التربية المستدامة للأحياء المائية، واستعادة الإنتاجية في الموائل الساحلية الرئيسية، والحد من المخاطر الناشئة عن التلوث، عنصرا مهما لتحقيق الرسالة الإنمائية للبنك الدولي.  وتعتبر الجهود التي بذلها البنك حتى الآن فضلا عن عدد كبير من المنظمات الأخرى لمساندة تحسين صحة المحيطات غير كافية لاغتنام هذه الفرصة. وهناك حاجة لجهد عالمي منسق لتحسين صحة محيطات العالم، والمنافع التي تجلبها للاقتصاد العالمي ورفاهة البشر. ومن خلال قدرته على حشد مجموعة متنوعة من الشركاء والأطراف المعنية المختلفة، وحشد الاستثمارات العامة لإصلاحات الإدارة الرشيدة، يتمتع البنك الدولي بوضع فريد يمكنه من تعزيز وبناء شراكة عالمية لم يسبق لها مثيل لتحسين صحة المحيطات ومساندة البشر الذين يعتمدون عليها اعتمادا كبيرا.

المؤيدون والمنتفعون

"مضى وقت طويل منذ أن كان يرد إلينا الكثير من الأسماك. كل شيء بات الآن صعبا." - كسمياه، بائع سمك في بالي بإندونيسيا

"إذا تعرَّض المحيط للدمار، فذلك دمار لنا لأن رفاهيتنا وصحتنا تكمن في سلامة المحيط." - عليا أمبرو، من القيادات المجتمعية، في بابوا، بإندونيسيا

المحيط والأمن الغذائي مرتبطان ارتباطا وثيقا... ولاسيما في المصايد الساحلية. وإذا وجدت الإدارة السليمة، استرد هذا المورد عافيته." -فاطمة فردوس، رئيسة إدارة الترويج التجاري في مؤسسة Infofish

"إن التحدي الذي نواجهه هو حماية المحيطات بحيث يمكننا تحقيق أقصى استفادة من هباتها للعالم. ونحن بحاجة إلى المزيد من الشركاء معنا من أجل التنمية المستدامة" -الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في حفل تدشين الشراكة العالمية من أجل المحيطات، في مؤتمر مجموعة ريو+20 في عام 2012.

"الشراكة العالمية من أجل المحيطات منبر فذ فريد، لم يكن على الأرجح ممكنا حدوثه قبل 20 عاما، ولكن الناس اليوم يتفهمون جسامة التحديات الخاصة بالمحيطات، ومختلف جماعات المصالح تعمل معا لحل هذه المشكلات." -هنري ديمون، المدير التنفيذي لشركة High Liner Foods Incا

"تتعهد ليبيريا بعمل كل ما في وسعها لتطوير الشراكة العالمية من أجل المحيطات وتفعيلها." -فلورنس تشينويث وزير الزراعة في ليبيريا

"إننا بحاجة إلى المساعدة الفنية، والأهم من ذلك إمكانية الحصول على موارد التمويل." -تويلوما نيروني سلادي، الأمين العام، أمانة منتدى جزر المحيط الهادئ

"لعل أكثر ما وقع من نفسي موقعا حسنا هو أن كل عضو في هذه المجموعة مستعد أن يطرح جانبا خلافاته للعمل من أجل إيجاد حلول للمشكلات التي تؤثر على محيطاتنا. وهذا دليل على ما يمكن بلوغه على نطاق الشراكة العالمية من أجل المحيطات." -جون تانزر، مدير البرنامج البحري العالمي في الصندوق العالمي للحياة البرية

"سواء كنَّا من بلدان قارية أو دول جزرية، تربط بيننا المحيطات حقا." ليسل ألاميلا،-وزيرة الغابات والمصايد والتنمية المستدامة في بليز

"إني على يقين بأن هذه الشراكة مع المبادرات القائمة حاليا ستعزز نهجا متكاملا وتتجاوز الحدود ونطاقات الولاية الوطنية." -أنوتي تونج رئيس كيريباتي




وسائط إعلامية

Image
480 ألف هكتار
من المتنزهات الجديدة والمناطق المحمية أُنشئت إلى جانب شبكة من المناطق الساحلية المحمية في غينيا بيساو.



أهلا بك